الثلاثاء، 4 يناير 2011

نحو النجاح

النجاح مطلب الجميع وتحقيق النجاح الدراسي يعتبر من أولويات الأهداف لدى الطالب.. ولكل نجاح مفتاح وفلسفة وخطوات ينبغي الاهتمام بها... ولذلك أصبح النجاح علما وهندسة.

النجاح فكرا يبدأ وشعورا يدفع ويحفز وعملا وصبرا يترجم، وهو في الأخير رحلة سفر فإن الفتى من بات مفتتحا قفل النجاح بمفتاح من السفر.

المفاتيح العشرة للنجاح الدراسي:
1_ الطموح كنز لا يفنى:
لا يسعى للنجاح من لا يملك طموحا ولذلك كان الطموح هو الكنز الذي لا يفنى.. فكن طموحا وأنظر إلى الأعلى .. هذا عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين يقول معبرا عن طموحه: "إن لي نفسا تواقة، تمنت الإمارة فنالتها، وتمنت الخلافة فنالتها، وأنا الآن أتوق إلى الجنة وأرجو أن أنالها".

2_ العطاء يساوي الأخذ:
النجاح عمل وجد وتضحية وصبر ومن منح طموحه صبرا وعملا وجدا حصد نجاحا وثمارا.. فاعمل واجتهد وابذل الجهد لتحقق النجاح والطموح والهدف... فمن جدّ وجد ومن زرع حصد.

3_ غير رأيك في نفسك:
الإنسان يملك طاقات كبيرة وقوى خفية يحتاج أن يزيل عنها غبار التقصير والكسل.. فأنت أقدر مما تتصور وأقوى مما تتخيل وأذكى بكثير مما تعتقد.. اشطب كل الكلمات السلبية عن نفسك من مثل "لا استطيع - لست شاطرا.." وردّد باستمرار" أنا أستحق الأفضل _أنا مبدع _ أنا ممتاز _ أنا قادر..".

4_ النجاح هو ما تصنعه (فكر بالنجاح _ أحب النجاح..)
النجاح شعور والناجح يبدأ رحلته بحب النجاح والتفكير بالنجاح.. فكر وأحب وابدأ رحلتك نحو هدفك.. تذكر: "يبدأ النجاح من الحالة النفسية للفرد، فعليك ان تؤمن بأنك ستنجح _بإذن الله _ من أجل أن يكتب لك فعلا النجاح. "الناجحون لا ينجحون وهم جالسون لاهون ينتظرون النجاح ولا يعتقدون أنه فرصة حظ وإنما يصنعونه بالعمل والجد والتفكير والحب واستغلال الفرص والاعتماد على ما ينجزونه بأيديهم.

5_ الفشل مجرد حدث.. وتجارب:
لا تخش الفشل بل استغله ليكون معبرا لك نحو النجاح لم ينجح أحد دون أن يتعلم من مدرسة النجاح، وأديسون مخترع الكهرباء قام بـ 1800 محاولة فاشلة قبل أن يحقق إنجازه الرائع.. ولم ييأس بعد المحاولات الفاشلة التي كان يعتبرها دروسا تعلم من خلالها قواعد علمية وتعلم منها محاولات لا تؤدي إلى اختراع الكهرباء.. تذكر: الوحيد الذي لا يفشل هو من لا يعمل.. وإذا لم تفشل فلن تجدّ.. الفشل فرص وتجارب.. لا تخف من الفشل ولا تترك محاولة فاشلة تصيبك بالإحباط.. وما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.

6_ املأ نفسك بالإيمان والأمل:
الإيمان بالله أساس كل نجاح وهو النور الذي يضيء لصاحبه الطريق وهو المعيار الحقيقي لاختيار النجاح الحقيقي.. الإيمان يمنحك القوة وهو بداية ونقطة الانطلاق نحو النجاح وهو الوقود الذي يدفعك نحو النجاح.. والأمل هو الحلم الذي يصنع لنا النجاح.. فرحلة النجاح تبدأ أملا ثم مع الجهد يتحقق الأمل..

7_ اكتشف مواهبك واستفد منها:
لكل إنسان مواهب وقوى داخلية ينبغي العمل على اكتشافها وتنميتها ومن مواهبنا الإبداع والذكاء والتفكير والاستذكار والذاكرة القوية.. ويمكن العمل على رعاية هذه المواهب والاستفادة منها بدل أن تبقى معطلة في حياتنا..

8_ الدراسة متعة.. طريق للنجاح:
المرحلة الدراسية من أمتع لحظات الحياة ولا يعرف متعتها إلا من مرّ بها والتحق بغيرها.. متعة التعلم لا تضاهيها متعة في الحياة وخصوصا لو ارتبطت عند صاحبها بالعبادة.. فطالب العلم عابد لله وما أجمل متعة العلم مقروناً بمتعة العبادة.. الدراسة وطلب العلم متعة تنتهي بالنجاح.. وتتحول لمتعة دائمة حين تكلل بالنجاح.

9_ الناجحون يثقون دائماً في قدرتهم على النجاح:
الثقة في النجاح يعني دخولك معركة النجاح منتصرا بنفسية عالية والذي لا يملك الثقة بالنفس يبدأ معركته منهزما..

10_ النجاح والتفوق = 1% إلهام وخيال + 99% جهد واجتهاد

11_ خطوة للاستعداد للمذاكرة:
- اخلص النية لله واجعل طلب العلم عبادة.
- تذكر دائماً أن التوفيق من الله والأسباب من الإنسان.
-  احذف كلمة "سوف" من حياتك ولا تؤجل.
-  احذر الإيحاءات السلبية: أنا فاشل - المادة صعبة.
- ثق بتوفيق الله وابذل الأسباب.
- ثق في أهمية العلم وتعلمه.
- أحذر رفقاء السوء وقتلة الوقت.
- نظم كراستك ترتاح مذاكرتك..
- أد واجباتك وراجع يوما بيوم..
-  تزود بأحسن الوقود.. (أفضل التغذية أكثر من الفواكه والخضراوات وامتنع عن الأكلات السريعة..)
-  لا تذاكر أبدا وأنت مرهق..

نظم وقتك:
-  تذكر أن أحسن طريقة لاستغلال الوقت أن تبدأ الآن!!
- حدد أولوياتك الدراسية وفق الوقت المتاح.
-  ضع جدولا يوميا _ أسبوعيا لتنظيم الوقت والأولويات.
-  تنظيم الوقت: رغبة + إرادة + ممارسة + جهد = متعة.

من طرق تقوية الذاكرة:
-    الفهم أولا.. يساعد على الحفظ والتخزين.
-    استذكر موضوعات متكاملة.
-    الترابط بين ما تستذكر وما لديك من معلومات يقوي الذاكرة.
-    الصحة بشكل عام عامل أساسي لتقوية الذاكرة : النوم المريح _ غذاء متكامل _ الرياضة البدنية _ الحالة النفسية التفاؤل _ الاسترخاء _ التعامل مع الناس.
-    خلق الاهتمام _الفرح _ حب الاستطلاع _ التمعن _ التركيز الفكري_ كلها وسائل لتقوية ذاكرته.
-    تصنيف المواد حسب المواضيع وحسب البساطة والصعوبة يسهل عملية الاستذكار.

من أجل حفظ متقن:
-    صمم على تسميع ما ستحفظ. (استمع لنفسك).
-    افهم ثم احفظ.
-    قسم النص إلى وحدات ثم احفظ.
-    وزع الحفظ على فترات زمنية.
-     كرر ثم كرر... كرر..
-    اعتمد على أكثر من حاسة في الحفظ. 10% تقرأ _ 20% تسمع _ 30% ترى _ 50% ترى وتسمع _ 80% مما تقوله _ 90% تقول وتفعل) ارسم صورا تخطيطية _ لوّن بعض الرسوم أو الفقرات الرئيسية
-    لا تؤجل الحفظ _ اسرع إلى الحفظ.
-    قاوم النسيان ودعم التذكر. (الحماس _ الراحة _ التخيل والربط _ التكرار _ التلخيص _ المذاكرة قبل النوم..).
-    تجنب المعاصي. شكوت إلى وكيع سوء حفظي فارشدني إلى ترك المعاصي

كلام له معني


عشر خطوات نحو التميُّز في بناء الثقة


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


مِن حولك.. زوجتُك.. أبناؤك.. إخوانك.. أخواتك.. طلابك.. أو طالباتك.. أنت بحاجة إلى أن تجعل منهم أفرادًا نافعين لدينهم وأمتهم.. بحاجةٍ إلى أن تصنع فيهم التميز والإبداع.. لتستقر لنا الحياة السعيدة في ظل بارقة الوحي المطهَّر.

عشر خطوات نحو التميُّز في بناء الثقة بين أفرادك مِن حولك

الأولى: علِّقهم بالله

من تعلَّق بشيء وُكِلَ إليه.. فما أعظم أن يوكَل الإنسان إلى ربه الرحمن الرحيم.. القوي القدير.. اللطيف الخبير.. علِّمهم كيف يحسنون التعلق بالله.. بالفزع إليه.. يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين.. الله ثالثهما؟! وقد كان- صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة، وكان إذا همَّ بالأمر صلى لذلك الاستخارة.. حين يتعلق القلب بالله فإنه يأوى إلى ركن شديد.. وحين يتعلق القلب بجهد أو مادة.. أو قوة أو فتوَّة.. أو فِطنة أو دهاء.. فإنه يكون قد هلك وخاب وخسر ? إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي> (القصص: من الآية78)، ?فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ> (القصص: من الآية81).

وفي حادث الإفك تعيش الطاهرة المطهرة العفيفة الصينة السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق أحلك أيام حياتها.. تُرمى بالأذى والإفك.. ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- بَشر من البشر.. أحبَّ زوجته.. بل هي أحبُّ الناس إليه.. يَدخل عليها وهو يقول.. أما بعد: يا عائشة، فإنه قد بلغني عنكِ كذا وكذا، فإن كنتِ بريئةً فسيبرئك اللَّهُ.. إنَّه التثبيت.. إنها البراءة الطاهرة.. حين لا تكون إلا من الله!!

أيُّها الداعية.. أيها الزوج.. نمِّ فيمن حولك هذا الإيمان، وادع الله لهم بأن يزينَه في قلوبهم.

الثانية: اشحذ همَّتهم

يا عمر.. ما رآك الشيطان سالكاً فجًّا إلا سلك فجًّا آخر وهكذا صار عمر.. الأمير.. الخليفة.. الملهم.. المحدَّث!! في يوم بدر?فِئَةٍ قَلِيلَةٍ>?غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ> من يقاتلهم وله الجنة!! فقال عمير.. بخٍ بخٍ!! إنها لحياة طويلة حتى آكل هذه التمرات.. إرمِ سعد.. فداك أبي وأمي!!

الثالثة: عزز جانب النقص فيهم
يصعد مرة الفتى النحيل والصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - على شجرة.. فتتلاعب الريح بساقيه.. فيضحك بعض الصحابة من دقَّة ساقيه.. فيقول الإمام المربِّي.. أتضحكون من دقة ساقيه، والله إنها عند الله أثقل من جبل أحد!! يريد أن يعلمنا كيف نعزز جانب النقص فيمن حولنا، النقص قد يكون نقصًا فطريًّا.. جِبليًّا.. عزِّزه بما يكمله.. وإن كان هذا التعزيز شعوريًّا نفسيًّا..

إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يريد أن يخبرنا أن وزن ساقي ابن مسعود أثقل من جبل أحد لمجرد أنهما ساقا ابن مسعود، إنما يريد أن هاتين الساقين تغبَّرتا في سبيل الله.. فثقلت في ميزان الله!!

يخبرنا الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن النساء ناقصات عقل ودين، لكنه- صلى الله عليه وسلم- يعزِّز هذا النقص الفطري في الحديث المروي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: اللهم إني أحرج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة (رواه أحمد وابن ماجه)، وقوله: من عالَ جارتين كُنَّ له حجابًا من النار، إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت!! تكميل وتعزيز.. لتكون أكثر ثقةً بنفسها.. حين تتعامل مع معطيات الحياة.. بهذه النفسية والمهنويات الواثقة المرتفعة!!

الرابعة: احترم جهدهم

لا تتجاهل.. أو تحقِّر.. لكنْ.. احترِم وقدِّر..

اختصم شابان فتيَّان عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أيَّهم قتل أبا جهل!! فيطلب- صلى الله عليه وسلم- سيوفهما فيرى عليها آثار الدماء فيقول: كلاكما قتله، ويوصي عائشة- رضي الله عنها- يا عائشة.. لا تحقرنَّ جارةٌ لجارتها ولو فرسن شاة.. إن احترام جهود الآخرين مهما قلَّت أو دقَّت لتبعث في قلوب الآخرين الثقة فيما يقدمون ويعطون ويبدعون.. احترم جهدهم.. تصنع فيهم الثقة!!

الخامسة: كلِّف بالمستطاع

حتى لا يصاب من حولك بالإحباط أو الفتور، حتى لا يصيرون أسرى الضجر والملل، أسرى التخبُّط والفشل.. كلِّف بالمستطاع، اعرف قدراتهم وإمكاناتهم، ثم اختر المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب.

حذيفة أمين السر، وخالد بن الوليد سيف الله المسلول، وأبو هريرة المحدِّث الحافظ، ويوم الخندق ينتدب حذيفة، وفي القوم أبو بكر وعمر، حين تطلُب من الآخرين ما لا يمكن أن ينجزوه أو يعملوه، فإنك توقعهم في حبائل الضعف والخوَر والفشل، فكلِّف بالمستطاع؛ لتجد مَن حولك أكثرَ ثقةً في إبداعهم.

السادسة: ثِقْ بهم

ليكونوا أوثقَ بأنفسهم امنحهم ثقتك وحسِّن ظنَّك بهم، لا تعاملهم بالشك والريبة، وتأويل الأفعال، وإلزام النيات والمقاصد ما لا يلزم.. رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يجعل أسامة بن زيد- رضي الله عنه- على جيش يسيِّره إلى الروم وفي الجيش كبار الصحابة وأميرهم أسامة.. يرسل الشاب اليافع حبيب بن زيد- رضي الله عنه- ليبلغ رسالتَه إلى مسيلمة الكذاب من غير أن يكون له حرس أو حُجَّاب يُرسِل معاذًا إلى اليمن.. ومصعب الشاب المترَف يرسله سفيرًا للإسلام إلى المدينة.. إن الثقة بالآخرين من أعظم ما يولِّد الثقة عندهم، ثقة في أنفسهم، وثقة بك.. أيضًا زوجتك وأبناؤك هم أولى الناس بأن تمنحهم ثقتك!!

السابعة: صارحهم
لا تزين لهم، ولا تتكلَّف لهم.. استرْ عيبَهم عن أن تفضحهم، لكن لا تستر عيبهم عن أن تنصحهم، صارحهم بأخطائهم مصارحةَ الحريص المشفق من غير تشهيرٍ أو تحقيرٍ أو إذلالٍ ما بال أقوام..، ونعم العبد عبد الله لو كان يقوم من الليل..، وكما صارحتهم بعيبهم صارحهم بحبك.. إذا أحب أحدكم صاحبه، فليأته في منزله، فليخبره بأنه يحبه لله عز وجل.

الثامنة: امنحهم فرصة التعبير عن شعورهم وأفكارهم بكل أريحية

لا تزجر أو تضجر.. يدخل شاب على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: يا رسول الله، ائذن لي في الزنا!! يا لله!! يريد الزنا؟! ويريده حلالاً أيضًا؟! فيدنيه منه- صلى الله عليه وسلم- وهو يقول في شفقة وحب.. أترضاه لأمك؟!.. لأختك؟!.. حتى يقول له: وهكذا الناس لا يرضونه لأمهاتهم وأخواتهم! فيقوم الشاب من عنده، وهو أوثق بنفسه من أن يقع في هذه الكبيرة بعد هذا الحوار الهادئ، فزوجتك وأبناؤك وكل مَن حولك بحاجة إلى أن تعطيَهم فرصةً- أريحية- للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وعواطفهم وخلجات دواخلهم، من غير أن تكبح أو تزمر أو تزجر.. إنك حين تحرمهم هذه الفرصة سيكونون أضعف من أن يواجهوا أنفسهم بصراحة.. لتبنِ الثقة فيمن حولك، امنحهم فرصة التعبير.

التاسعة: لا تسخر منهم

يشرب رجل الخمر، فيؤتَى به إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فيجلده، فيقول أحدهم:
ما أقبحه!! فيقول- صلى الله عليه وسلم-: ما أعلم إلا أنه يحب الله ورسوله.. لا تعينوا الشيطان على أخيكم!! هذه الكلمات لهي أشدُّ وقْعًا في نفس ذلك الرجل من سياط الجلد.. إنها تربية النبوة.. لا تسخر من طالبك أو ابنك أو زوجك، حين يخطئ أو حين يحاول الإبداع.. إنك تغتال طموحه.. تقتل فيهم الإبداع والمبادرة والإنجاز.. ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ> (الحجرات: من الآية11).

العاشرة: علِّمهم كيف يبدعون
كيف ينجزون كيف يتخلصون من مشكلاتهم، وجِّه وانصح وساعد وأغِثْ، وكن بهم رحيمًا..?لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ> (التوبة: 128).

وينشأ ناشئ الفتيان منَّا على ما كان عوَّده أبوه

أخرج ابن جرير عن أبي اليسر- كعب بن عمرو الأنصاري- قال: أتتني امرأةٌ تبتاع مني بدرهم تمرًا، فقلت: إن في البيت تمرًا أجودَ من هذا، فدخلت فأهويت إليها فقبَّلتُها، فأتيت عمر فسألته، فقال: اتقِ اللَّه، واستُر على نفسِك، ولا تخبرَنَّ أحدًا، فلم أصبِر حتى أتيتُ النبي- صلى اللَّه عليه وسلم- فأخبرتُه، فقال: أخلَفتَ رجلاً غازيًا في سبيل اللَّه في أهله بمثل هذا؟، حتى ظننتُ أني من أهل النار، حتى تمنَّيتُ أني أسلمتُ ساعتئذٍ، فأطرق رسول اللَّه- صلى اللّه عليه وسلم- ساعةً، فنزل جبريل، فقال: أبا اليسر، فجئتُ، فقرأ عليَّ رسول اللَّه- صلى اللّه عليه وسلم-: ?وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ> (هود: 114)، فقال إنسان: يا رسول اللَّه، أله خاصةً؟ أم للناس عامةً؟ قال: للناس عامة.

وعن أبي ذر أن رسول اللَّه- صلى اللّه عليه وسلم- قال: اتق اللَّه حيثما كنتَ، وأتبِع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن (أخرجه الإمام أحمد).

لقد خرج هذا المذنب الخطَّاء من عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو أشدُّ عزمًا على أن لا يقربَ هذه المعصية.. خرج من عنده وهو أكثرُ أمَلاً وتفاؤُلاً.. إنك حين تعلِّم غيرك كيف يبدع وكيف يسمو وكيف يتخلَّص من مشكلاته وهمومه يكون أقدرَ وأوثقَ من نفسه على أن يقضي دهره في ظل أمل بعمل.


                                                                                        

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
جميع الحقوق محفوظة-المستقل